الملخص التنفيذي :

في ظلِّ التحوَّلات السياسيّة والاجتماعيّة المتسارعة التي تمرُّ بها محافظة حضرموت، وتزايد حضور المكوّنات السياسيّة والاجتماعيّة كفاعلين في المشهد المحلِّي، أجرى مركز مداد حضرموت للأبحاث والدراسات الاستراتيجيَّة دراسة ميدانيّة تحليليَّة تهدف إلى فهم طبيعة أدوار هذه المكوّنات، ومدى تأثيرها في تشكيل السياسات العامَّة، وتعاطيها مع التحدِّيات الوطنيّة والمحلِّية الراهنة. استندت الدراسة إلى أدوات بحثيَّة متُعدّدة تمثَّلت في استطلاع رأي ميدانيّ وإلكترونيّ واسع النطاق، إلى جانب عقد جلسات نقاش مركَّزة (FGDs) مع قيادات وممثِّلين وأعضاء من أبرز المكوّنات في المحافظة.

أظهرت نتائج الاستطلاع أنَّ نسبة كبيرة من المستجيبين (تُقدّر بـ %44.7) يعتقدون ضعف هذه المكوّنات في الدفاع عن قضايا وحقوق حضرموت، ويرجع السبب الأهم لذلك تُعدّد تلك المكوّنات وتشتُّت صوتها؛ فنسبة %82.1 من المستجيبين يرون أنَّ تُعدّد هذه المكوّنات يؤدِّي إلى تشتُّت صوت حضرموت، ما يعكس فجوة بين الحضور الرمزي لهذه الكيانات وبين تأثيرها المؤسَّسي الفعلي.

فيما انقسم رأي المستجيبين حول تأثير هذه المكوّنات في صناعة القرارات السياسيّة المحلِّية والمركزيَّة الخاصَّة بحضرموت؛ إذْ يرى %41 من المستجيبين أنَّه ليس لهذه المكوّنات أي تأثير في مثل القرارات.

وفي المجمل تشير البيانات المستخلصة من الدراسة إلى أنَّ المكوّنات السياسيّة والاجتماعيّة في حضرموت تمتلك قاعدة دعم اجتماعيّ معتبرة ورصيدًا تاريخيّا في التمثيل المحلِّي، لكنَّها ما تزال تعمل ضمن أطر تقليديّة يغلب عليها الطابع العرفي والشخصي، وتفتقر إلى الهياكل المؤسَّسيَّة الفاعلة، وخطط العمل الاستراتيجيَّة. كما أنَّ ضعف التنسيق البيني بين المكوّنات، وغياب شراكات حقيقيَّة مع منظَّمات المجتمع المدنيّ والقطاعات الشابَّة والنسويَّة، يُعدّ أحد أبرز العوائق أمام قيام دور تحويلي لهذه المكوّنات في العمليَّة السياسيّة.

وتوصي الدراسة بضرورة الانتقال من حالة الانقسام والتمثيل الفردي إلى بناء تحالفات ورؤى مشتركة تنطلق من قاعدة المصلحة العامَّة، والانفتاح نحو المجتمع، وتطوير قدراتها على الحوار والتأثير، بما يمكنها من الإسهام بفعاليَّة في بناء رؤية موحَّدة تواكب تطلُّعات المجتمع في حضرموت، ودعم مسارات الانتقال السياسيّ نحو نموذج لامركزي مستدام وشامل.

لتحميل التقرير انقر هنا

مداد حضرموت

مداد حضرموت