يبدو العنوان غير مبالاً به عند من اغتصبوا حقوق حضرموت و جعلوها مطيةَ التخاصم الفاحش؛ والتنافر الفاضح بين قياداتٍ من الحضارم، ودعوة هروبهم خلف تمترس نفخِهِم جذوة الفتنة ليحرق بها كل حضرموت.
بعدها سيأوي “المغتصب” إلى قصره المشيد ومن حوله قادةُ عود الثقاب ينظرون إلى تسابق العوام من الناس إلى أخدود مصالحهم التي نُقضت، لايستنشقون غير رائحة شوى الأجساد (المطية) و هي تحترق.
الحقيقة التي يجب أن يعرفها كل من لا يرغب معرفتها أن الواقع يكشف لنا بمرور الوقت أن لا قيادات مدنية ولاعسكرية ولاقبلية تدير اللعبة السياسية المؤدية إلى حقائق بواسطتها تُنتزع الحقوق، أرى في مقدمتها احترام تلك الرموز من قيادتنا لبعضهم مهما كان عمق الاختلاف بينهم الذي يتساوى مع عمق فسادهم، حتى الاختلاف الذي هو رحمة للوصول إلى الحقيقة بلغت قسوته إلى استحالة القبول بالآخر و كأن السبب ثأرٌ عميق وليست مطالب مشروعة استعذبتها أقلامٌ لعبت دور المُنقذ؛ فضحتها رص احرف كلماتها التي دعت الجميع أن يتكالب على الجميع دون حتى نقطة إلتقاء، لا لشيء وإنما تنفيذاً لتوجيهات تحصد الغباء الذي تمكّن من عقول كنا نحسبها تفكر.
و ما تمر به حضرموت اليوم من خلط الأوراق الأكثر ربويّة في سوق السياسة لا يخلوا من ذات السيناريو (اللعنة)، مما يثير الريبة لدى أصغر سياسي لايعرف كيف تتحرك أحجاره الشطرنجية على طاولات أقليمية بأيدي محلية.
اقذر لعبة تتراءى لنا في المشهد الحضرمي اليوم تلك التي اتخذت من آلام الناس هدفاً للتخاصم بين الحضارم أنفسهم “وقود الفتن” و هي في أمس الحاجة إلى عقلاء يحكمون حضور حضرموت الدولة وقوانينها في إعادة الحق لأصحابه التي تداعت من أجلها القبيلة بتأييدها غير المشروط لمطالب حضرموت هكذا يبدو المشهد فوق الهضبة عسى أن يرسموا الرؤية ولايجعلوا من ألوان طيفها ما يحرفها عن أهدافها و مسارها تجنباً لما هو قادم من نتائج تنفيذ خطط مدروسة لجهات ضليعة في استثمار هكذا حضور وطني.
ربما بين ليلة وضحاها يرجع الخل إلى خليله و يلتقيان على طاولة من الوئام والتصالح لكن ستبقى أعواد الثقاب مهيئةً للاشتعال لتشويه أي نقطة تقارب بيضاء بين القبيلة و السلطة.