رغم كونها من المحافظات الأقل تضرراً من الحرب في اليمن، إلا أن محافظة حضرموت، الواقعة جنوب شرقي البلاد، تسجل أرقاماً مقلقة في ملف الحوادث المرورية، حيث حصدت أرواح 80 شخصاً خلال العام 2024، وفقاً لإحصائيات رسمية رصدها “مركز مداد حضرموت للأبحاث والدراسات الاستراتيجية”.
ووفقاً للإحصائيات المستقاة من الجهات الرسمية، فقد بلغ إجمالي الحوادث المرورية المسجلة في حضرموت (ساحلاً ووادياً) خلال عام 2024 نحو 561 حادثاً، توزعت ما بين حوادث اصطدام، انقلاب مركبات، ودهس للمشاة، أسفرت عن وفاة 72 رجلاً و8 نساء، إلى جانب 708 إصابة، بعضها صنّف بالخطير. وقدرت الخسائر المادية الناجمة عن تلك الحوادث بأكثر من 576 مليون ريال يمني.
أسباب متكررة وخطر متزايد
أشارت إدارتا شرطة السير والمرور في ساحل ووادي حضرموت إلى أن أبرز أسباب الحوادث تتلخص في الإهمال أثناء القيادة، مخالفة خط السير، السرعة الزائدة، بالإضافة إلى الأعطال الفنية في المركبات، في ظل تردٍ كبير في شبكة الطرق.
ورغم أن حضرموت لم تتعرض لدمار الحرب كباقي المحافظات، إلا أن الطرق المتهالكة والبنى التحتية غير المؤهلة ساهمت في ارتفاع أعداد الحوادث، لتتنافس حوادث السير مع الحرب في عدد الأرواح التي تحصدها سنوياً في اليمن.
الدراجات النارية والسيارت المحولة سبب للحوادث
وصفت إدارة المرور في حضرموت الإحصائيات بـ”المرعبة”، منبهة أولياء الأمور إلى خطورة ترك أبنائهم يقودون الدراجات النارية دون رقابة، خاصة أن هذه الوسيلة تُعد من أبرز أسباب حوادث الشباب والأطفال، نتيجة القيادة المتهورة والسرعة الزائدة، وكشفت الإدارة أنها بصدد إطلاق حملات مرورية صارمة خلال العام الجاري، كما ساهم انتشار السيارات المستعملة والمهرّبة، خصوصاً تلك التي تُجلب بطرق غير نظامية عبر البحر من دول تستخدم نظام سير مختلف عن اليمن، في ارتفاع نسب الحوادث، إذ تُعاد صيانة هذه السيارات بطريقة غير آمنة، ليُعاد بيعها وتوزيعها في مختلف المحافظات.
*احصائيات على مستوى اليمن*
على مستوى اليمن، أفاد مدير عام شرطة السير بوزارة الداخلية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اللواء عمر أحمد بامشموس، أن الحوادث المرورية في المناطق الخاضعة للحكومة خلال عام 2024 أسفرت عن 663 حالة وفاة، و4261 إصابة، من بينها 1532 إصابة بليغة. وأشار إلى أن إجمالي الحوادث بلغ 4924 حالة، بزيادة بلغت 30% عن عام 2023.
وأوضح بامشموس أن محافظة مأرب جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات، بـ105 حالات، تليها تعز بـ104 حالات، ثم لحج بـ91 حالة وفاة، في حين وصلت الخسائر المادية إلى أكثر من 5 مليارات ريال يمني، بزيادة تفوق 3 مليارات عن العام السابق.
*غياب الأولويات*
رغم خطورة الوضع، لا تزال السلطات في اليمن، سواء في الحكومة المعترف بها أو سلطة الأمر الواقع في صنعاء، تضع ملفات الطرق وسلامة المرور في مرتبة متأخرة من أولوياتها، لصالح قضايا سياسية وعسكرية واقتصادية أكثر إلحاحاً.
في بلد مزقته الحرب، أصبحت الحوادث المرورية أزمة موازية، تحصد الأرواح بصمت، وسط غياب استراتيجية وطنية شاملة لمعالجة البنية التحتية وتعزيز الوعي المروري والرقابة على المركبات والسائقين.
تفاصيل إحصائية
إجمالي الحوادث بحضرموت خلال العام 2024م 561
صدام (365)
انقلاب (74)
دهس (131)
إجمالي الوفيات(80)
ذكور ( 72) إناث (8)
إجمالي الإصابات (708)
لتحميل التقرير من هنـــا
مركز مداد حضرموت للأبحاث والدراسات الاستراتيجية
اضف تعليقا