ورقة بحثية ضمن الورشة العلمية

استكشــاف وتحــــليل الفرص في موســم حوف

ودورها في تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم السلام

المقدّمة:

في الوقت  الذي تتسارع التغيرات البيئيَّة والثقافيَّة، بفعل العولمة، والثورة التكنولوجيَّة وتداعياتهما على البيئة، والثقافات المختلفة والمتنوِّعة، يصبح من الأهميَّة بمكان الاستثمار في السياحة بعدِّها صناعة؛ لتحقيق عوائد اقتصاديَّة، وأداة للمحافظة على البيئة، والموروث الثقافي؛ فقد أدركت العديد من  الدول بأنَّ السياحة في العصر الراهن تمثِّل أحد أهم الصناعات في العالم، وهو ما دفعها لفتح أسواق جديدة؛ لأجل استمراريَّة المدِّ السياحي طيلة العام، وتقديم برامج سياحيَّة بخدمات ذات نوعيَّة عالية، وامتلاك وسائل متطوِّرة للترويج السياحي. وتؤدَّي السياحة في الوقت الحاضر دورًا مهمًّا في الاقتصاد العالمي نظرًا لما تحقِّقه المبادلات السياحيَّة من نتائج معتبرة مقارنة بالمبادلات الزراعيَّة، والغذائيَّة.

وفي ظلّ تنافس الدول على إعادة تعريف ذاتها من خلال هويتها البيئيَّة والثقافيَّة، برزت السياحة البيئيَّة والثقافيَّة، كاتجاه للمحافظة على النظم الإيكولوجيَّة، وتعزيز الهويَّة الثقافيَّة والانتماء والتعايش المجتمعي. وقد بدأت السياحة البيئيَّة باكتساب أهميَّة واسعة في الوطن العربي، بوصفها نموذجًا تنمويًّا يتلاءم مع طبيعة المجتمعات المحلِّية، ويُحافظ على بيئاتها، وثقافاتها الأصيلة[1]. إذْ إنَّ التراث الثقافي المادي، واللامادي يمثِّل جزءًا مهمًّا من الذاكرة الوطنيَّة والإنسانيَّة، وينبغي لكلَّ المهتمين بالشأن الثقافي، والسياحي في كلِّ بلد الاهتمام به، وتوثيقه، وحمايته من الإهمال والضياع والنسيان[2].

وفي اليمن، تبرز محافظة المهرة بوصفها بيئة بكر للسياحة البيئيَّة والثقافيَّة؛ لما تزخر به من مقوِّمات طبيعيَّة فريدة كالسواحل، والغابات الموسميَّة، والطبيعة الخضراء، والعيون المائيَّة، فضلًا عن إرث ثقافي يتمثَّل في اللغة المهريَّة، والعادات والطقوس، والفنون الشفهيَّة والماديَّة. وتمثِّل المهرة خزانًا ثريًا للتراث الثقافي الأصيل، والتنوُّع البيئي المتميِّز والنادر، وتُعدّ محميَّة حوف من أهم مناطق التنوُّع البيئي في اليمن، والجزيرة العربيَّة، من حيث الطبيعة الخلاَّبة، والتنوُّع الإيكولوجي. وفي ظلّ تصاعد التباينات الاجتماعيَّة، والمخاوف من امتداد النزاع الدائر في البلاد إلى المحافظة، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في أدوات بناء السلام المجتمعي، خارج أطر السياسة والمؤسَّسات التقليديَّة. وهنا تكتسب الفعاليَّات الموسميَّة أهميتها بوصفها منصَّة يمكن أن تُستثمر في غرس قيم التسامح، والحوار، والانتماء الجماعي، من خلال مضامين ثقافيَّة، وشعبيَّة قريبة من وجدان الناس.

ولكن إلى الآن، ما تزال محافظة المهرة وبالأخص منطقة حوف خارج دائرة الاستثمار السياحي والمجتمعي، وهو ما يمثِّل خلفيَّة، وإشكاليَّة الدراسة الحالية، والتي يمكن التعبير عنها من خلال التساؤل الآتي:

 ما مدى إمكانيَّة توظيف الموارد الطبيعيَّة والثقافيَّة لتطوير السياحة البيئيَّة والثقافيَّة، وتعزيز السلم المجتمعي في حوف بمحافظة المهرة؟

وللإجابة عن ذلك، سنحاول الوقوف على الفرص المتاحة لتطوير السياحة البيئيَّة ومقوِّماتها، وتعزيز السلم المجتمعي بالاستفادة من الفعاليَّات، والمهرجانات الموسميَّة في مديريَّة حوف. فتطوير السياحة البيئيَّة والثقافيَّة تمثِّلان ضرورة اقتصاديَّة وبيئيَّة، وتعزيز السلم المجتمعي يمثِّل أهميَّة كبيرة للاستقرار، وتهيئة بيئة مناسبة لتطوير السياحة، ممَّا يتطلَّب دراسة متكاملة للمقوِّمات السياحيَّة والفرص الممكنة لتعزيز السلم المجتمعي. وبهذا، تحاول هذه الورقة أن تسلط الضوء على الفرص والمقوِّمات السياحيَّة في حوف، بالاستفادة من الفعاليَّات والمهرجانات الموسميَّة كرافعة سياحيَّة واجتماعيَّة، وكعامل جذب سياحي. وقد اعتمدت الدراسة على البحث الميداني وجمع البيانات من خلال المقابلات مع باحثين، وشخصيَّات اجتماعيَّة، ومكاتب السياحة والثقافة وحماية البيئة في محميَّة حوف، بالإضافة إلى مراجعة الأدبيَّات، والبيانات المنشورة حول محميَّة حوف، ومن ثمَّ تحليلها، ودمجها في محاور الورقة حسب الترتيب، والتقسيم الذي اعتمد على تحقيق الهدف البحثي للدراسة، واعتماد التسلسل المنطقي. وتناولنا ذلك من خلال خمسة محاور وخاتمة، كما يلي:

المحور الأوَّل: الإطار المفاهيمي للسياحة البيئيَّة والثقافيَّة والسلم المجتمعي.

المحور الثاني: الخصائص والموارد السياحيَّة البيئيَّة والثقافيَّة لمنطقة حوف.

المحور الثالث: تقييم الوضع الراهن للسياحة في حوف.

المحور الرابع: الفرص المتاحة لتطوير السياحة البيئيَّة، وتعزيز السلم المجتمعي في حوف.

الخاتمة: الاستنتاجات والتوصيات

الإطار المفاهيمي للسياحة البيئيَّة والثقافيَّة والسلم المجتمعي

مفهوم السياحة الثقافيَّة:

نجد أنَّ المفهوم خضع إلى تطوُّر مضطرد؛ إذْ ظهر بتسميات عديدة، وهي حسب المنظَّمة العالميَّة للسياحة: حركات الأشخاص الخاضعة لدوافع ثقافيَّة بالأساس، مثل: الرحلات الاستكشافية، والجولات الفنيَّة، والأسفار الثقافيَّة، أو التنقُّلات لحضور مهرجانات أو تظاهرات ثقافيَّة، وزيارة المواقع الأثريَّة، أو المزارات الدينيَّة، والزيارات التي تهدف إلى اكتشاف الطبيعة، ودراسة الفولكلور أو الفن والصناعة التقليديَّة[3]. وتُعدّ السياحة الثقافيَّة من أهم أشكال السياحة؛ إذْ تُشارك في وصف الثقافات الإنسانيَّة، ورصد جوانب من حياة الناس اليوميَّة. وهي ذات قيمة إنسانيَّة، وتعليميَّة كبيرة، من خلال إتَاحَتْها التعرُّف على أسلوب حياة الثقافات الأخرى، وتقاليدها، وعاداتها، وقيمها، وفنونها.

ونُعرِّفها إجرائيًّا بإنَّها: انتقال الأفراد إلى منطقة حوف بهدف الاطلاع، والتعرف على الموروث الثقافي المحلِّي لسكان حوف، سواء المادِّي (اللباس، والفنون، والحرف اليدويَّة)، أو غير المادي (كاللغة المهريَّة، والعادات، والمرويَّات الشفويَّة، والطقوس الاجتماعيَّة).

مفهوم السياحة البيئيَّة:

ظهر مصطلح السياحة البيئيَّة “Eco-Tourism” منذ مطلع الثمانينيَّات من القرن العشرين، وهو مصطلح جاء ليُعبّر عن نوع جديد من النشاط السياحي الصديق للبيئة، الذي يُمارسه الإنسان محافظًا على الميراث الفطري الطبيعي، والحضاري للبيئة التي يعيش فيها، ويمارس فيها نشاطه وحياته[4]. والسياحة البيئيَّة ظاهرة جديدة، ولها تسميات مختلفة، فهي تُسمَّى بالسياحة الخضراء، أو السياحة الزراعيَّة، أو السياحة البديلة؛ إذْ تحوّلت نسبة كبيرة من حجم الطلب السياحي العالمي إلى هذا النوع من السياحة، باحثين عن التأمل في الطبيعة والنباتات والحيوانات، وتوفير الراحة النفسيَّة، والهروب من المواقع السياحيَّة التقليديَّة[5]. وقد عُرِّفت السياحة البيئيَّة من قبل (World Wide Fund for Nature – WWF) بأنَّها شكل من أشكال السياحة التي تعتمد على السفر إلى مناطق طبيعيَّة كوسيلة من وسائل تحقيق مكاسب اقتصاديَّة من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعيَّة[6].

وتُعرَّف أيضًا بسياحة “الفضاءات المفتوحة”، وهي نشاط جماعي في الغالب، ونادرًا ما يكون ملائمًا للأفراد، أو حتَّى للمجاميع الصغيرة العدد، إلاَّ حينما يكون الهدف من النشاط الانعزال، والابتعاد عن الآخرين، مثل المشاركة بفعاليَّة ركوب الخيل في البراري والبوادي، والتجديف في البحيرات المعزولة، والتخييم البدائي[7]. وقد عرّفها الصندوق العالمي للبيئة بأنَّها السفر إلى مناطق طبيعيَّة لم يلحق بها التلوُّث، ولم يتعرّض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية، وحضارتها في الماضي والحاضر[8].

ونُعرِّفها إجرائيًّا بإنَّها: الذهاب إلى المناطق ذات الطبيعة الخلاَّبة والهادئة، والتمتُّع بجمال البيئة الطبيعيَّة في منطقة حوف في محافظة المهرة خلال موسم الخريف (خريف حوف).

أهميَّة السياحة البيئيَّة:

يُعدُّ هذا النوع من السياحة هامًّا للدول حديثة النمو، إذْ يمثِّل مصدرًا للدخل، فضلًا عن دوره في الحفاظ على البيئة، وترسيخ ثقافة، وممارسات التنمية المستدامة؛ إذْ لها ميزة تعليميَّة وتربويَّة خاصَّة لليافعين من الصغار إلى تعلَّم أساسيات صيانة الطبيعة وحمايتها، والشباب حديثي الارتباط بالحفاظ على البيئة من خلال دراستها وفهمها والتعامل معها وصولًا إلى أسس صيانتها[9]. وتتمثَّل أهميَّة السياحة البيئيَّة فيما يلي[10]:

  1. تؤدَّي إلى تعزيز الفرص الاقتصاديَّة من خلال تزايد فرص العمل للسكان المحلِّيين، وبالتالي زيادة الدخل.
  2. تساعد على ظهور أنواع جديدة من السياحة كسياحة المغامرات.
  3. تؤدَّي إلى إحداث تنويع جديد في توظيف الأموال.
  4. تؤدَّي إلى تشجيع الاتِّجار بالبضائع والمنتجات المحلِّية (الصناعات التقليديَّة)، والحصول على أسواق جديدة، وتمكين الموظَّفين من اكتساب مهارات جديدة، وتزايد دعم المحميَّات الطبيعيَّة، والسكَّان المحلِّيين.

مفهوم السلم المجتمعي:

السلم المجتمعي يُعدُّ أساسًا لاستقرار أيّ مجتمع، وهو مفهوم يمتدّ إلى أبعد من غياب العنف، ويمتدُّ للتعايش والثقة والتعاون. ويتطلَّب السلم المجتمعي تحقيق الاستقرار، وأن تُلبي الحكومات المتطلَّبات الشعبيَّة الضروريَّة، وحماية المواطنين من مصادر التهديد الداخليَّة والخارجيَّة، فضلًا عن تعزيز الحقوق والحريات الأساسيَّة، فالسلم المجتمعي يُعدُّ العامل الأساس للمكوِّنات كافَّة في بناء الدولة والمجتمع وازدهارهما، وهو أحد أهم الموضوعات التي تؤدَّي إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي[11]. فهو حالة تكون فيها مكوِّنات المجتمع خالية من مظاهر عدم الاستقرار عبر تحقيق الانسجام، والوئام الداخلي[12]، والاندماج الكامل، وغير المشروط بين المكوِّنات الاجتماعيَّة كافة، الذي يؤدِّي إلى إعادة بناء السلم المجتمعي بعد مرحلة النزاع[13]. ومن ثمَّ فإنَّ السلم المجتمعي يقصد به الحالة التي يسود فيها الانسجام والوئام والاستقرار والاتفاق والهدوء بين المكوِّنات الاجتماعيَّة كافة، وفي العلاقة بين الأفراد داخل المجتمع نفسه، وكذلك بين الأفراد والقوى الاجتماعيَّة المتعدِّدة والمختلفة والمتنوِّعة، وإعطاء القيم العليا الأهميَّة القصوى التي لا يمكن المساس بها[14].

ويعرّف السلم المجتمعي بإنَّه: حالة من الانسجام والتعايش داخل المجتمع الواحد، يُبنى على الثقة والتفاهم والعدالة، ويُعبّر عنه بغياب التوتُّرات المجتمعيَّة أو الصراعات العنيفة، ووجود قنوات للحوار والتعاون بين المكوِّنات المختلفة[15].

ونُعرِّفه إجرائيًّا بإنَّه: قدرة المجتمع المهري بمكوِّناته المختلفة (القبليَّة، والثقافيَّة) على العيش المشترك بسلام، دون نزاعات داخليَّة، مع وجود أنماط للتواصل والتعاون والتسامح. وتتمثَّل مؤشِّرات هذا السلم في: تقبُّل الآخر، والتماسك الاجتماعي، وانخفاض النزاعات.

مفهوم المهرجانات السياحيَّة:

تتسابق دول العالم في إقامة مهرجانات متنوِّعة، وعرضها من خلال البرامج السياحيَّة من أجل جذب عدد أكبر من السائحين من جميع دول العالم، وتحاول تلك الدول تحديد مواعيد ثابتة للمهرجانات؛ لكي تستطيع شركات السياحة، والمتخصِّصين في التسويق عمل الدعاية اللازمة للمهرجان، والتعرف على جدول أعمال تلك المهرجانات (زكريا، 2016). ففي سلطنة عمان على سبيل المثال، تحتلُّ المهرجانات السياحيَّة مكانة كبيرة في البرامج السياحيَّة، وباتت تحدِّد مدنًا ومواقع بعينها يقصدها السائحون؛ للحضور والمشاركة في فعاليَّات، وأنشطة تلك المهرجانات، مثل: مهرجان مسقط، وخريف صلالة، وخريف مسقط.

وتُعرَّف المهرجانات بأنَّها احتفالات عامَّة للدول تكون في نطاق وإطار معين، تُقام بها إبداعات، وفعاليَّات مختلفة أصلية قد تكون رياضية أو ثقافيَّة أو اجتماعيَّة، وأنشطة سياحيَّة، وتسويقية خلال فترة معينة من العام، وذلك؛ لتحقيق أهداف، وفوائد اجتماعيَّة واقتصاديَّة وثقافيَّة وترويحية على المستويين الدولي والمحلِّي[16].

ونُعرِّفها إجرائيًّا بإنَّها: جميع الأنشطة المجتمعيَّة التي تُنظَّم في حوف خلال موسم الخريف.

أهميَّة المهرجانات والفعاليَّات السياحيَّة:

تهدف المهرجانات السياحيَّة إلى النهوض بالتراث الفني، والثقافي للمقصد السياحي، ووضع الدول المضيفة للمهرجان على الخريطة السياحيَّة العالميَّة، وحثّ الهيئات الرسميَّة وغير الرسميَّة على ضرورة إعطاء الأولويَّة؛ للتعبير عن الطاقات البشريَّة والثقافيَّة لدى المنظِّمين لها، ولدى البلد المضيف للحدث، وإبراز الصورة السياحيَّة للبلد المضيف. وتُعدُّ المهرجانات انفتاحًا على العالم الخارجي؛ إذْ تشارك فيها كثير من الفرق الموسيقيَّة (مهرجان فني)، والرياضيَّة (مهرجان رياضي)، والمسابقات الأخرى على مستوى العالم[17]. وتلقى سياحة المهرجانات رواجًا كبيرًا واهتمامًا متزايدًا على مستوى العالم؛ لما تشارك به في تنمية اقتصاديَّات الدول بشكل متنامٍ، وفعال خلال السنوات الأخيرة؛ إذْ أشار كيدني[18] بإنَّ سياحة المهرجانات تشارك بشكل كبير في دعم التنمية الاقتصاديَّة من خلال المشاركة في تحقيق الدخل المباشر للمنطقة المقام بها المهرجان، وإتاحة فرص عمل للشباب، وتسويق الخدمات السياحيَّة، والمنتجات الفنيَّة والثقافيَّة، والزيادة في الحركة السياحيَّة الداخليَّة، والتنمية والتطوير للمناطق المقام بها المهرجانات، وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المنشآت الاقتصاديَّة في المنطقة المقام بها المهرجان.

أهميَّة المهرجانات والفعاليَّات السياحيَّة في تعزيز السلم المجتمعي:

تُعدّ المهرجانات والفعاليَّات السياحيَّة من أهم الوسائل التي تشارك في بناء التماسك الاجتماعي، وتعزِّز روح الانتماء لدى أفراد المجتمع. وتتمثَّل أهميتها في تعزيز السلم المجتمعي من خلال:

  1. تعزيز رأس المال الاجتماعي والتماسك الثقافي: تعمل المهرجانات على تقوية العلاقات الاجتماعيَّة بين الأفراد، والجماعات عبر تعزيز الروابط الداخليَّة، وبناء جسور التواصل بين فئات المجتمع المختلفة، وهو ما يُشكِّل أساسًا مهمًّا للسلم المجتمعي[19].
  2. توفير مساحات للتفاعل الاجتماعي (Placemaking): إذْ تُحوِّل المهرجانات الأماكن العامة إلى فضاءات مفتوحة للتعبير والحوار، وتشجِّع على اللقاءات المباشرة بين الأفراد، ممَّا يُسهم في تقليل مشاعر العزلة، وتعزيز قيم التسامح والقبول بالآخر[20].
  3. دعم الهويَّة والانتماء المجتمعي: يشعر الأفراد بالاعتزاز بهويتهم الثقافيَّة من خلال الاحتفاء بالعادات والتقاليد المحلِّية، وهو ما يخلق روابط قويَّة بين الفرد والمجتمع، ويُعدُّ ركيزة أساسيَّة للاستقرار والسلم المجتمعي[21].
  4. تقليل مسبِّبات النزاع: تخلق المهرجانات فرص عمل، وتدعم الاقتصاد المحلِّي عبر جذب السياحة والاستثمارات، وهو ما يساعد في تحسين الظروف المعيشيَّة للأفراد، الأمر الذي يُقلِّل من دوافع واحتماليَّة الانخراط في النزاعات[22].
  5. تشجيع المشاركة المدنيَّة، والعمل التطوعي: تُعدّ المهرجانات بيئة خصبة لتشجيع العمل التطوعي، ممَّا يُعزِّز الشعور بالمسؤوليَّة الجماعيَّة، والانتماء لقيم المجتمع المدنيّة والسلميَّة[23].

الخصائص والموارد السياحيَّة البيئيَّة والثقافيَّة لمنطقة حوف :

الجغرافيا والسكَّان في حوف:

تنقسم جغرافيَّة حوف إلى سهول ووديان ومرتفعات جبليَّة، وتحوي ثلاثة تجمُّعات حضريَّة هي: رهن، وجاذب، وحوف، ولا يتجاوز عدد سكَّانها خمسة آلاف نسمة وفق التعداد السكَّاني لعام 2004م، منهم “2786” ذكورًا، و”2357″ إناثًا موزَّعين على ثمانية عشر تجمُّعًا قبليًّا، وينشط أكثرهم في الصيد والزراعة وتربية المواشي[24]. ويتألـَّف السكَّان مـن القبائـل بشـكل رئيـس، ويتحدَّثون لغة ساميَّة منطوقة تعرف باسم “المهريَّة” كسائر سكان المهرة، وهي لغة عربيَّة جنوبيَّة قديمة. والجزء الجبلي من المنطقة عبارة عن سلسلة جبليَّة صخريَّة بركانيَّة تمتدُّ على طول الساحل الجنوبي، واستخدمها السكَّان للزراعة على المدرَّجات، ويحدُّها سلسلة جبليَّة ساحليَّة يناهز ارتفاعها “1400” متر مربَّع فوق سطح البحر، ويقطعها العديد من الوديان المنخفضة التي تتميَّز بالغطاء النباتي الكثيف، والتنوُّع الحيواني، ويقطع السلسلة الجبليَّة عدد من الوديان مع بعض العيون مستديمة الجريان[25].

المناخ في حوف:

على عكس المناخ الحارّ طوال أشهر السنة، تتمتَّع حوف بمناخ معتدل، ورطب لثلاثة أشهر تبدأ في منتصف يوليو/تموز وحتى منتصف سبتمبر/أيلول، وهي الفترة التي يهبط فيها الضباب على مرتفعاتها الجبليَّة بالتزامن مع هطول الأمطار الموسميَّة الغزيرة التي تصل إلى سبعمائة مليمتر في السنة، ما يساعد على انتشار البُسُط الخضراء في كلِّ شبر من جبالها ووديانها[26].

المقوِّمات السياحيَّة في حوف:

  1. المواقع الطبيعيَّة السياحيَّة في حوف:

غابات محميَّة حوف:

في الشرق من محافظة المهرة، تقع غابات حوف غزيرة التنوُّع، والموائل الطبيعيَّة، على بعد مائة وعشرين كيلومتر تقريبًا شمال شرق الغيضة، وتغطِّي منطقة تبلغ مساحتها ثلاثمائة كيلومتر مربِّع، وتصل أطرافها الجنوبيَّة إلى شواطئ بحر العرب، وتتدرَّج في ارتفاعها إلى مائتين وألف متر فوق مستوى سطح البحر، تحوي الغابة على أكثر من مائتين وعشرين نوعًا من النباتات، ستٍّ وخمسين منها مستوطنة أو شبه مستوطنة. وتشمل النباتات على خمس وأربعين نوعًا من الأشجار، وتسع وأربعين نوعًا من الشجيرات، وثمانين نوعًا من الأعشاب، وسبع وعشرين نوعًا مميَّزًا من النباتات المتسلَّقة والحشائش. يُزرع فيها اثنا عشر نوعًا من النباتات، تتضمَّن أشجار اللبان والبابايا والمانجو والموز، تشمل الحيوانات المحميَّة في نظام غابات حوف الذئب والوشق والوعل والضبع والنمس والغرير، وخمس وستين نوعًا من الطيور، من بينها ستة أنواع نادرة، ويشمل بعضها الحبارى، والحجل، وشمعي المنقار العربي، والنسر، تُعدّ المنطقة أيضًا موطنًا لمجموعة متنوِّعة من الزواحف[27]. وتوضِّح دراسات مشروع المحميَّات الطبيعيَّة بالهيئة العامة لحماية البيئة أنَّ المنطقة تتميَّز بوجود مائتين وعشرين نوعًا من النباتات، تنقسم إلى خمس وستين عائلة، ومائة وخمس وستين جنسًا من السرخسيَّات، وكاسيات البذور، كما يوجد فيها خمس وأربعون نوعًا من الأشجار، وتسع وأربعون نوعًا من الشجيرات، وثمان وثمانون نوعًا من الأعشاب العطريَّة، وعشرة أنواع من النباتات المتسلَّقة، وسبع أنواع من أعشاب ونباتات البردي، واثنا عشر نوعًا من النباتات الزراعيَّة، وتسعة أنواع من النباتات المائيَّة الطحلبيَّة[28]. وزيادة على ذلك، فإنَّ سواحلها البحريَّة تتميَّز بوجود الدلافين، كما تصنِّفها الدراسات البيئيَّة موقعًا مهمًا لتعشيش السلاحف، والشعاب المرجانيَّة، والطيور البحريَّة كالنورس السويدي، وحرشفة بحر قزوين. وكذلك محميَّة السلاحف الواقعة في شاطئ الفتك، والكثبان الرملية الناصعة البياض الموجودة في منطقة الفتك، والمعروفة محليًّا باسم (بطح لبون) الواقعة بين الطريق العام والبحر.

جبل مرارة:

يقع هذا الجبل في منتصف المسافة بين دمقوت، وجادب، وحوف، ويشتهر بعيون المياه الغزيرة؛ إذْ إنَّ هذه العيون الغزيرة تنبع من قمَّة الجبل، وليس من أسفله، ولغزارتها فهي تغطِّي احتياجات سكان مراكز دمقوت، وجادب، ومدينة حوف بالمياه دون انقطاع على مدار السنة. وعند حافة الجهة الشرقيَّة لهذا الجبل، على السهل الممتدّ بينه وبين شاطئ البحر، تنبع عيون مياه كبريتيَّة حارة، ويغمرها ماء البحر في فترة المدِّ؛ إذْ إنَّ هذه العيون حارَّة جدًا بينما تختلف درجة حرارة مياه البحر الباردة بالمقارنة معها، ويطلق الأهالي على هذه العيون الحارَّة (حَمُهْ حرق)، وتقع بالضبط عند الكيلو مائة وأربعة (104) في الطريق إلى جادب[29].

  1. المواقع الأثريَّة والتاريخيَّة في حــوف:

تضمُّ هذه المديريَّة الأراضي الشرقيَّة للمحافظة، والتي من ضمنها جزء من سلسلة جبال القمر، تلك السلسلة التي اشتهرت كثيرًا بإنتاج اللبان منذ مطلع الألف الأوَّل قبل الميلاد. ومن أشهر مواقعها التاريخيَّة ما يلي:

مستوطنة دمقوت:

تعود مستوطنة دمقوت إلى ما قبل الإسلام، وهي المستوطنة التي جاء ذكرها في نقش عبدان الكبير[30]. وتقع مستوطنة دمقوت إلى الشرق من مدينة الغيضة، وتبعد عنها نحو أربع وثمانين كيلومتر، وقد ورد ذكرها في نقش عبدان الكبير باسم (د م ق ت)، وقد جاء ذكرها بعد مستوطنة حبروت التي تأتي قبلها على الطريق إلى (سأكلن).

ميناء خور الأوزن:

تبدو خرائب الميناء شاخصة للعيان، والتي من أهمها حوض رسو السفن الذي تَشَكَّل طبيعيًّا، فهو عبارة عن لسان بحري في اليابسة، وتوجد في أجزاء هذا الحوض على اليابسة مراسي السفن، وهي التي تُربط فيها بواسطة الحبال في حالة رسوها، واستقرارها في الميناء سواء للشحن، أو التفريغ وغيرها. ويُحتمل أن يكون هذا الميناء هو الذي كانت تُصدَّر عبره مادة اللبان الذي كان يُجمع من مدينة دمقوت الأثريَّة[31].

نقوش جبال حيطوم:

تنتشر على صخور هذه الجبال العديد من النقوش والرسوم الصخريَّة التي تعود إلى العصر البرونزي، وهي مرسومة بعضها باللون الأحمر، ويعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من (1000 – 2500 سنة قبل الميلاد)، وتكثر في هذه الجبال الكهوف، والمغارات التي كان يستخدمها الإنسان كمأوى، وحفظ للطعام والصيد في تلك الحقبة الزمنية. ويشتهر بين هذه السلسلة الجبليَّة وادٍ يعرف باسم (ذغريوت)، الذي تنتشر على حوافه بعض المواقع الاستيطانيَّة التي تعود أيضًا إلى فترة العصر البرونزي المتأخر[32].

مواقع أخرى:

إضافة إلى نقوش جبال حيطوم الشاهقة، وخور الأوزن الأثري، هناك مواقع أثريَّة أخرى كحصن عمريت الأثري، ومنطقة حضاب المعروفة محليًّا باسم (حضوب)، ويوجد بها قبور أثريَّة قديمة. كما يوجد بها العديد من الحصون القديمة البعض منها ما زال أهلها يسكنونها، والبعض منها مهجورة. وكذلك منطقة رمدود الأثريَّة، التي يوجد بها كهف رمدود، وهو كهف عميق جدًا، ولم يستطع دخوله أحد كما توجد مقبرة، وأماكن أثريَّة قديمة. وحصن سعد المعروف محليًّا باسم (حاصن ذسعد، أو حاصن السعد)، وهو جبل كبير وشاهق يطلَّ على البحر ويُعدُّ من المعالم الأثريَّة الهامَّة في مديريَّة حوف.

  1. الموروث الثقافي في حوف:

تُعدُّ محافظة المهرة من أغنى المناطق اليمنيَّة من حيث التنوُّع الثقافي والتراثي؛ إذْ تتجلى فيها ملامح حضاريَّة متجذِّرة في الزمان، ومرتبطة بسياقها الجغرافي والاجتماعي، ما يجعل من ثقافتها مخزونًا غنيًّا يتقاطع فيه الطابع البدوي، والبحري، والجبلي. وتمثِّل مديريَّة حوف إحدى أهم واجهات التراث الثقافي في محافظة المهرة، إذ تزخر بموروث ثقافي عريق يتجلَّى في العادات والتقاليد، والفنون، واللباس، وتتمثَّل أهم عناصر هذا الموروث فيما يلي:

الرقص:

من أبرز الرقصات في حوف هي رقصة المشعار والطبل والشرح للنساء[33]. ويؤدِّي الرجال الرقص بالبرع، وأيضًا رقصة الهبوت، وفي الأعراس يؤدُّون مراسم “الشرح”؛ إذْ يقف الشعراء في صفوف؛ لقول الشعر، بينما يرقص الشبَّان (يزفنون) وفق نمط معيَّن[34].

الألعاب الشعبيَّة:

يزخر الموروث المهري عمومًا، ومنها حوف بالعديد من الألعاب الشعبيَّة، ومن أبرز الألعاب التي يمارسها الصغار والكبار، لعبة البد التي تتكوَّن من فريقين يتمُّ التباري فيها لرمي الأحجار الصغيرة من قبل كلِّ فريق في مرمى الفريق الآخر[35]. وكذلك هناك لعبة الديرة، ولعبة بقرماني، ولعبة موقات، ولعبة لحيوم، ولعبة ذليوف، ولعبة الست والخمس والتي تقوم فيها الفتيات الصغيرات بتمثيل الأمهات وأدوارهن وتصرفاتهن[36].

الحرف اليدويَّة:

هناك العديد من الحرف التقليديَّة المتوارثة في حوف كالصناعات الفخاريَّة (صناعة المباخر)، وإعداد العطور المحلِّية من اللبان والعنبر والمرّ. تُستخدم هذه المنتجات في الحياة اليوميَّة، وتبرز بشكل خاص في مناسبات الزواج والتزين، والجدير بالذكر أنَّ بعض هذه الحرف تمارسها النساء، إضافة إلى التطريز والنسيج اليدوي.

اللباس التقليدي:

هناك الكثير من الملبوسات القديمة التي يرتديها الجميع رجالًا ونساء، ويُعدُّ الزيّ التقليديَّ المهريّ فريدًا ومتنوُّع التفاصيل وفق المناسبات، ويتميَّز بالخفَّة والتناسق، ويتكوَّن ملبس الرجال في حوف، من المحصر والإزار (ويعرف محليًّا بـ: الوزار) الأبيض المصنوع من القطن (مريكان)، والبعض يلبس (الصبيغة، أو السبيغة)، ولونها أسود مصبوغ بالنيل، ويتمُّ تغطية الرأس بغطاء يصنع من جلود رقاب الإبل، ويدبغ ويُلوَّن باللون الأحمر، يسمَّى (حوبل) يُلفُّ على الرأس، ويُربط به الشعر. أمَّا النساء فيلبسن (طُوقت) من النيل الأسود، وثيابًا أُخرى من (الكنيكن) معروف بـ (الزمار)، وكذلك (شقَّات) وتُغطَّى رؤوسها بـ (قرقيش) و(كمكيم). وتلبس البنات الصغار عادة (خبيت)، وهو من الجلد، يُغطَّى بها بعض أجسادهن[37].

الموسيقى والغناء:

تمزج الموسيقى المهريَّة بين الإيقاعات البدويَّة والأنغام البحريَّة، وتُستخدم آلات تقليديَّة مثل الطبل المهري، والمزمار، وتُرافق هذه الموسيقى المناسبات الاجتماعيَّة، وللمهرة لونها الخاص في الغناء؛ إذْ تُغنّى الأشعار باللغة المهريَّة، وتعتمد كلمات الأغاني باللون المهري على اللغة المهريَّة[38].

تقييم الوضع الراهن للسياحة في حوف

اتجهت الحكومة اليمنيَّة إلى إعلان حوف محميَّة طبيعيَّة في 2005م، سعيًا منها للاستفادة من مميِّزاتها السياحيَّة، وتحويلها إلى منتجع سياحي، لكن غياب الاهتمام لم يساعد على إنشاء مرافق سياحيَّة، وهي المشكلة التي تعانيها المحافظة، ومنطقة حوف حتَّى اليوم نتيجة الافتقار إلى الخدمات، وهو ما يقلِّل من إمكانيَّة وصول السُّيَّاح إليها. وسنفصل أهم مظاهر الوضع الحالي في حوف، فيما يلي:

غياب الخدمات السياحيَّة:

تفتقر حوف للخدمات السياحيَّة المنظَّمة تمامًا، فليس هناك مرشدين محترفين، ولا رحلات سياحيَّة معتمدة، أو حتَّى مكاتب لتنظيم الرحلات، وخدمات الإرشاد السياحي، والتعريف بالمناطق التَّي يمكن زيارتها. وعلى المستوى الرسمي لا توجد أيّ حملات ترويجيَّة رسميَّة لحوف كمقصد سياحي؛ لا على المستوى المحافظة، ولا على مستوى اليمن أو الخارج. إضافة إلى غياب البحوث العلميَّة، أو الدراسات الميدانيَّة الموثَّقة؛ فليس هناك خرائط سياحيَّة، أو تحديث ورفع للبيانات والمواقع على شبكة الانترنت من خلال خرائط جوجل أو غيرها. وليس بعيد عن ذلك، ندرة المعلومات، والبيانات المتوفِّرة حول منطقة حوف، ومحافظة المهرة ككلّ على شبكة الانترنت.

غياب توثيق الموروث والمواقع السياحيَّة:

رغم ما تزخر به حوف من تنوُّع بيئي نادر، وتراث شفهي غني، وموروث عريق، إلاَّ أنَّه عند البحث عن أيّ تفاصيل خاصَّة بذلك، لا يوجد أيّ توثيق، أو معلومات، أو بيانات للموروث الثقافي، والمواقع السياحيَّة والبيانات الجغرافية؛ بسبب غياب التوثيق الرسمي المنظَّم، سواء على المستوى الرقمي أو الورقي. فلا توجد حتَّى اليوم خرائط جغرافيَّة محدَّثة توثِّق المسارات السياحيَّة، أو مواقع الغابات الكثيفة، ولا أيّ دلائل إرشاديَّة تشرح المواقع الأثريَّة. وهو ما يمثِّل تحديًّا للسياحة، والترويج لها، ويجعل هذا الموروث عرضة للاندثار والنسيان، لا سيما في ظلّ تسارع التغيرات الاجتماعيَّة، وهجرة الشباب نحو المدن أو خارج البلاد. فالمشاريع السياحيَّة الحديثة تعتمد بشكل متزايد على توفُّر بيانات رقميَّة دقيقة (خرائط، وصف مواقع، وصور جوية، ونظم معلومات جغرافية GIS)؛ لخلق مسارات جاذبة للسياحة البيئيَّة مثل المشي الجبلي أو مراقبة الطيور أو غيرها.

ضعف البنية التحتيَّة:

من خلال الزيارة الميدانيَّة تبيَّن ضآلة شبكة النقل العام، والطرق في المديريَّة، ونقص إمدادات الطاقة والمياه، وغالبًا ما تعتمد على مولِّدات محليَّة أو خزَّانات مياه. وكذلك قلَّة مرافق السكن والخدمات السياحيَّة، فلا يوجد سوى سبعة فنادق، وأربعة مطاعم فضلاً عن بعض بيوت الأهالي التي يقومون بتأجيرها للزوَّار. وتفتقر حوف إلى بنية تحتيَّة متكاملة تشارك في دعم، وتطوير الأنشطة السياحيَّة. وهو ما يحدُّ من قدرة المنطقة على استقبال السُّيَّاح كما يقلِّل من فرص الاستثمار المحلِّي، والأجنبي في القطاع السياحي؛ إذْ إنَّ ضعف البنية التحتيَّة يمثِّل حاجزًا رئيسًا أمام تنمية السياحة في المناطق الريفيَّة والنائية، ممَّا يؤدِّي إلى تراجع فرص التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة[39].

غياب الدعم الحكومي والرسمي:

تعاني حوف من غياب دور المؤسَّسات الحكوميَّة المعنيَّة، مثل مكتب وزارة الثقافة والسياحة والإدارة المحلِّية، وضعف التنسيق فيما بينها، وقلَّة الموارد المالية والبشريَّة. وهو ما أدَّى إلى ضعف التخطيط والتوثيق، وغياب الدعم الفعلي للفعاليَّات والمشاريع السياحيَّة، فقد أشارت بيانات المقابلات الميدانيَّة إلى توقِّف الفعاليَّات المتعلِّقة بخريف حوف التراثي؛ بسبب نقص التمويل، وانعدام الدعم الحكومي.

غياب التخطيط الاستراتيجي:

يمثِّل غياب الاستراتيجيَّة الوطنيَّة أو المحلِّيَّة الواضحة التي تعنى بالسياحة، والاستثمار بشكل عام والسياحة البيئيَّة بشكل خاص أحد مظاهر قصور الدعم الرسمي. وفي ظلّ الوضع الذي تعيشه البلد يصعب على الجهات المعنيَّة تحديد الأولويَّات، وتعبئة الموارد اللازمة؛ لإحداث أيّ تغيير حقيقي.

الفرص المتاحة لتطوير السياحة البيئيَّة، وتعزيز السلم المجتمعي في حوف

تمثِّل حوف في محافظة المهرة ظاهرة طبيعيَّة استثنائيَّة على مستوى شبه الجزيرة العربيَّة، من حيث التنوُّع البيولوجي والإيكولوجي، سواء في مناطقها الساحليَّة، أو في المنطقة الجبليَّة، وينتج هذا الثراء عن الخصائص المناخيَّة والجغرافيَّة المختلفة التي تتَّحد معًا؛ لتنتج مجموعة واسعة من الموائل، والأنظمة التي تأوي مجموعات كبيرة من أنواع النباتات، والحيوانات المحلِّيَّة النادرة، والمهدَّدة بالانقراض[40]. إضافة إلى النظم البيئيَّة الفريدة، من الشعاب المرجانيَّة قبالة شواطئها، والشواطئ الرمليَّة، والأراضي الرطبة في المنطقة الساحليَّة، وكذلك الغابات الجبليَّة.

خلال الخريف (يوليو-سبتمبر) تتحوَّل حوف إلى مساحة خضراء بفعل الأمطار المستمرَّة، وسنقوم باستعراض الفرص المتاحة؛ لتعزيز السلم المجتمعي من خلال فرص السياحة البيئيَّة والثقافيَّة في حوف. وذلك من خلال نتائج تحليل المقابلات الميدانيَّة التي أُجريت مع فاعلين محليِّين، وممثِّلين عن المجتمع، ومسؤولين في مكتب السياحة، وكذلك من خلال المعلومات والبيانات المتاحة التي استعرضناها آنفا. وتتمثِّل هذه الفرص فيما يلي:

  • العوامل الطبيعيَّة الإيكولوجيَّة:

هي العناصر والأنظمة الحيويَّة الطبيعيَّة كالمياه، والجبال، والغابات، والأنهار، والصحاري. ويمثِّل التنوُّع الإيكولوجي في حوف فرصة مهمَّة للسياحة البيئيَّة، ففيها السهل والوادي والساحل والجبل. وتتميَّز السلسلة الجبليَّة فيها بصخور بركانيَّة تمتدُّ على طول الساحل الجنوبي، وفيها العديد من الوديان المنخفضة التي تتميَّز بالغطاء النباتي الكثيف، والتنوُّع الحيواني، ويقطع السلسلة الجبليَّة عدد من الوديان مع بعض العيون دائمة الجريان. وهو ما يجعلها منطقة مثاليَّة للسياحة البيئيَّة الإيكولوجيَّة.

  • العوامل البيولوجيَّة:

هي الموارد النباتيَّة المتنوِّعة من أزهار، وأشجار، ونباتات، ومعادن إلى الموارد الحيوانيَّة البريَّة والبحريَّة المتنوِّعة. وتحوي محميَّة حوف على أكثر من مائتين وعشرين نوعًا من النباتات، ستَّة وخمسين منها مستوطنة أو شبه مستوطنة. وتشمل النباتات على خمسة وأربعين نوعًا من الأشجار، وتسعة وأربعين نوعًا من الشجيرات، وثمانين نوعًا من الأعشاب، وسبعة وعشرين نوعًا مميَّزًا من النباتات المتسلِّقة والحشائش. ويُزرع فيها اثنا عشر نوعًا من النباتات، تتضمَّن أشجار اللبان والبابايا والمانجو والموز، وتشمل الحيوانات المحميَّة في نظام غابات حوف الذئب والوشق والوعل والضبع والنمس والغرير، وخمسة وستين نوعًا من الطيور، يشمل بعضها الحبارى، والحجل، وشمعي المنقار العربي، والنسر، إضافة إلى محميَّة السلاحف، والشعب المرجانيَّة في الساحل. وهو ما يجعلها بيئة مناسبة للسياحة البيولوجيَّة البريَّة والبحريَّة.

  • العوامل المناخيَّة:

أيّ الفصول الأربعة وما تقدِّمه من مكوِّنات سياحيَّة كمشاهدة غروب الشمس على شاطئ البحر، أو التمتُّع بشمس الصيف. وتتميَّز حوف بمناخ معتدل، ورطب لثلاثة أشهر تبدأ في منتصف يوليو/تموز، وحتى منتصف سبتمبر/أيلول، وهي الفترة التي يهبط فيها الضباب على مرتفعاتها الجبليَّة بالتزامن مع هطول الأمطار الموسميَّة الغزيرة. وهو ما يجعلها قبلة للسياحة البيئيَّة في هذا الوقت من السنة الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل كبير.

  • العوامل الثقافيَّة غير الماديَّة:

تزخر حوف بموروث ثقافي عريق يتجلَّى في العادات والتقاليد، والرقص والحرف اليدويَّة والألعاب، والزيِّ التقليديّ. وفيها مواقع تاريخيَّة وأثريَّة عريقة كدمقوت ونقوش جبال حيطوم الشاهقة، وخور الأوزن الأثري، وحصن عمريت الأثري، ومنطقة حضاب، ومنطقة رمدود الأثريَّة التي توجد بها كهف رمدود، وحصن سعد (حاصن ذسعد أو حاصن السعد). ويمثِّل هذا الثراء الثقافي والتاريخي فرصة مهمَّة، ومقصدًّا يمكن استثماره في الترويج للسياحة البيئيَّة والثقافيَّة.

  • التخييم:

توفُّر الطبيعة الخضراء والمتنوِّعة التضاريس في حوف، بيئة ملائمة للتخييم، وقضاء أوقات ممتعة على الطبيعة؛ وهو ما يزيد من فرص الاستثمار في السياحة البيئيَّة.

  • الاحتفالات والمناسبات:

هي المهرجانات، والأعراس، والمراسم الشعبيَّة، والمعارض الحرفيَّة، والفنون. ومنذ تسعينيات القرن الماضي كانت تقام حفلات فنيَّة، ورقصات شعبيَّة في موسم خريف حوف، والتي كانت تشمل الفعاليَّات الثقافيَّة والفنيَّة والأدبية والاجتماعيَّة؛ إذْ إنَّ هذه الفعاليَّات والمهرجانات تشارك في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتعريف الزُّوَّار والسُّيَّاح بالتنوُّع، والثراء الثقافي للمنطقة. وتشير البيانات المستخلصة من المقابلات إلى تنوُّع الفعاليَّات الثقافيَّة التي كان يتمُّ إحياؤها في موسم خريف حوف، مثل: الرقصات الشعبيَّة (الهبوت، والبرعة، والزامل)، والألعاب التراثيَّة، والمجالس الشعريَّة، والتي تمثِّل ثروة غير ماديَّة، ولأنَّ هذه الفعاليَّات موسميَّة، ومرتبطة بالخريف؛ فإنَّها تمثِّل عنصر جذب سياحي، ويمكن توظيفها، واستثمارها ضمن برامج، واستراتيجيَّات السُّيَّاحة البيئيَّة والترويج لها.

تجربة سلطنة عمان في (خريف ظفار، ومهرجان الصحراء في الربع الخالي، ومهرجان جنوب الباطنة)

يمكن الإفادة من تجربة سلطنة عُمان المجاورة في مهرجان خريف ظفار، والذي يُنظَّم سنويًّا في مدينة صلالة؛ ليحتفي بموسم الخريف الذي يوافق خريف حوف، ويشبهه من حيث التوقيت والبيئة. والذي تمَّ استثماره والترويج له من خلال إقامة أنشطة طبيعيَّة، وثقافيَّة تدمج جمال الطبيعة مع العروض التراثيَّة، والأسواق التقليديَّة، والفعاليَّات الفنيَّة، والفولكلورية؛ إذْ إنَّه يجذب مئات آلاف السُّيَّاح خلال السنة[41]. وكذلك مهرجان الصحراء في الربع الخالي، ومهرجان جنوب الباطنة لـ “دعم السياحة المحلِّيَّة والتراث الطبيعي”، والذي سعى إلى إيجاد فرص اقتصاديَّة؛ لتمكين الأسر الصغيرة، وترويج الفنون الشعبيَّة والموروث المحلِّي[42]. وقد اهتمت هذه المهرجانات بدمج الثقافة التقليديَّة بالموسم البيئي الطبيعي من أجل تعزيز قيمة الوجهات الريفيَّة والتراثيَّة، والترويج لها، وبما من شأنه توفير مصادر دخل للسكان، وعائدات اقتصاديَّة للدولة.

وهو ما يشير إلى أنَّ الفعاليَّات الثقافيَّة المرتبطة بخريف حوف يمكن أن تصبح روافع تنمويَّة قويَّة ستعزِّز السلم المجتمعي، إذا أُدرِجت ضمن برامج سياحيَّة مخطَّطة ومدروسة، بالاستفادة من تجربة عمان، والشراكة بين الحكومة، والسلطة المحلِّيَّة، والمجتمع، والقطاع الخاص.

محاور السلم المجتمعي التي سيسهم الاستثمار السياحي في تعزيزها في حوف

تُعدّ السياحة الثقافيَّة والبيئيَّة من الأدوات الفعَّالة في تعزيز السلم المجتمعي، إذ تشارك في تقويَّة التماسك الاجتماعي، كما تمثِّل المهرجانات، والمواسم السياحيَّة إطارًا مهمًّا؛ لتعزيز قيم الانتماء، والتسامح، والعمل المشترك في المجتمع. فالاستثمار في السياحة البيئيَّة، والاستفادة من المهرجانات، والفعاليَّات الموسميَّة في حوف بمحافظة المهرة من الممكن أن تؤثِّر إيجابيًّا بشكل كبير على السلم المجتمعي، واستقرار المجتمع، وسنفصِّل ذلك وفق المحاور الآتية:

المحور الاقتصادي:

يشار إلى أنَّ الترويج للسياحة الريفيَّة والبيئيَّة في مهرجان جراسيا السياحي في أندونيسيا، أدَّى إلى رفع دخل السكَّان بنسبة 30% خلال ثلاث سنوات فقط[43]. وهو ما يبرز الأثر الاقتصادي الإيجابي المتوقَّع في حوف إذا ما جرى الاستثمار في إطلاق مهرجان خريف حوف، والترويج له بصورة مدروسة ودائمة. ومن الممكن أن توفِّر السياحة البيئيَّة في حوف فرصًا؛ لتوفير دخل إضافيٍّ لأفراد المجتمع، خصوصًا في ظلِّ محدوديَّة الفرص الاقتصاديَّة. فالمشاريع الصغيرة المرتبطة بالسياحة، مثل: الحرف اليدويَّة (كاللبان، والفخار، والحبال)، والمأكولات التقليديَّة، والإرشاد السياحي، تشارك في خلق فرص عمل متعدِّدة لأفراد المجتمع المحلِّي، وبخاصَّة النساء والشباب. إضافة إلى ذلك، تعمل السياحة البيئيَّة على تنشيط الحركة الاقتصاديَّة من خلال الطلب على الخدمات المحلِّيَّة، مثل: النقل، والإقامة، والتموين.

المحور الثقافي:

من الممكن أن تشارك السياحة البيئيَّة والثقافيَّة في خريف حوف في الحفاظ على الموروث الثقافي المهرّي، من رقصات جماعيَّة مثل “الهبوت” و”البرعة”، وحتى الشعر الشفهي، والأهازيج من خلال تنظيم مهرجانات، وفعاليَّات متنوِّعة؛ للتعريف بهذا الموروث وتوثيقه. وقد أظهرت تجارب دول، مثل: المغرب التي تستثمر في مهرجانات ثقافيَّة محليَّة، مثل: “مهرجان عبيدات الرما” في بني ملال. إنَّ هذه الأنشطة تعمل على تعزيز الهويَّة الثقافيَّة، وتمثِّل عاملاً مهمًّا؛ لجذب السياحة الداخليَّة والخارجيَّة[44]، وهو ما يمثِّل فرصة؛ لتعزيز الهويَّة الثقافيَّة المهريَّة.

 

المحور البيئي:

على الصعيد البيئي، تُعدّ منطقة حوف محميَّة طبيعيَّة معلنة منذ عام 2005م، تتميَّز بمناخ شبه استوائي نادر في الجزيرة العربيَّة، وغاباتها التي تحتضن تنوُّعًا بيولوجيًّا فريدًا يشمل أنواعًا مختلفة من الحيوانات والنباتات. إنَّ الاستثمار في تنظيم مهرجان خريف حوف في ظلّ هذا النظام البيئي المتنوِّع سيوفِّر فرصة ملائمة؛ للسياحة البيئيَّة من خلال الرحلات الموجَّهة، والمخيمات البيئيَّة، والأنشطة السياحيَّة، وسيجذب الزُّوَّار، والسياح، والمهتمين من اليمن، والدول المجاورة، والعالم. وهو ما سيشارك في التعريف، والترويج لهذه المنطقة البيئيَّة المهمَّة، والمحافظة عليها.

المحور الاجتماعي:

سيمثِّل تنشيط السياحة البيئيَّة في خريف حوف فرصة مهمَّة؛ لتعزيز التماسك المجتمعي في المهرة، من خلال تنظيم الفعاليَّات السياحيَّة التي تعتمد على الطبيعة، والتراث المحلِّي، ورحلات المشي في المواقع الأثريَّة والطبيعيَّة، بما من شأنه خلق فضاءات للتفاعل الاجتماعي، والتواصل بين أفراد المجتمع. ومن خلال ذلك يمكن تصدير صورة إيجابيَّة عن محافظة المهرة، والمنطقة الشرقيَّة في اليمن عمومًا، في ظلّ ما تعانيه البلاد من أزمات ونزاعات. فالترويج لصورة ثقافيَّة، وبيئيَّة آمنة، ومستقرَّة قد يشجَّع بقيَّة المناطق، والمحافظات لنبذ النزاعات، والسعي للاستقرار، والبناء، والتنمية. وقد نجحت رواندا، في استخدام المهرجانات الثقافيَّة “Kwita Izina” ؛ لإعادة بناء صورتها الدوليَّة، وتعزيز السياحة البيئيَّة المرتبطة بغوريلا الجبال في جبال فيرونغا[45].

 الخاتمة:

الاستنتاجات:

خلصت الدراسة إلى الاستنتاجات الآتية:

  1. تمثِّل حوف وجهة مثاليَّة، وبيئة بكر غير مستثمرة للسياحة البيئيَّة، أسوة بنماذج مشابهة، كخريف صلالة في سلطنة عمان؛ بسبب خصوصيتها البيئيَّة، والتنوُّع الإيكولوجي، والبيولوجي.
  2. افتقار حوف للبنية التحتيَّة المتكاملة، ويشمل ذلك ضعف الطرق، وغياب الخدمات السياحيَّة الأساسيَّة؛ كالفنادق البيئيَّة، والمطاعم المناسبة، والمرافق العامة، إضافة إلى غياب مراكز معلومات سياحيَّة، أو خرائط موجهة للزُّوَّار.
  3. غياب التوثيق الرسمي، والبحثي للموروث الثقافي الثري، والمواقع السياحيَّة في حوف، على مستوى الأزياء التقليديَّة، والمواقع الأثريَّة، والوجهات السياحيَّة التي يمكن زيارتها.
  4. غياب الاهتمام، والدعم الرسمي بالفعاليَّات، والمهرجانات الموسميَّة التي كانت تقام في حوف؛ إذْ إنَّها تقام بمبادرة، ومجهود ذاتي من قبل الأهالي، ولم يتمُّ دعمها، واستثمارها، وتوظيفها في تعزيز السلم المجتمعي، والاستقرار في المجتمع حتَّى اليوم.
  5. غياب التخطيط المؤسَّسي، والتكامل بين الجهات المعنيَّة، فلا توجد استراتيجيَّة محليَّة واضحة؛ لتطوير السياحة في حوف، ولا تنسيق فعّال بين الجهات ذات الصلة، مثل: وزارة السياحة، وهيئة البيئة، والسلطة المحلِّيَّة، وجامعة المهرة.
  6. غياب الترويج الإعلامي، والتوثيق الرقمي لحوف؛ إذْ يكاد الحضور الرقمي على خرائط السياحة العربيَّة، أو الدوليَّة منعدما، إضافة إلى غياب المحتوى الإعلامي المتوفِّر عنها.
  7. غياب آليات الرصد، والتقييم البيئي، والسياحي؛ إذْ لا توجد أيّ آلية منظَّمة؛ لرصد التغيرات البيئيَّة الناتجة عن النشاط البشري أو الزُّوَّار، ولا أيّ نظام إحصائي دقيق لعدد الزُّوَّار، أو عوائد السياحة، أو آثارها الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة.

التوصيات:

أولًا: توصيات للسلطة المحلِّيَّة بمحافظة المهرة

  1. إعداد استراتيجيَّة محليَّة للسياحة البيئيَّة والثقافيَّة في حوف من خلال إعداد وثيقة استراتيجيَّة متكاملة (2025–2030)م بالتعاون مع وزارة السياحة والبيئة، تحدِّد الرؤية، والأهداف السياحيَّة للمنطقة، والمواقع ذات الأولويَّة للتطوير، والأطر القانونيَّة والبيئيَّة الناظمة، وآليات التمويل والمتابعة، مع الأخذ في الاعتبار أهميَّة توظيف السياحة، والفعاليَّات المرتبطة بها في إيصال مضامين، ورسائل إيجابيَّة من شأنها تعزيز السلم المجتمعي في المحافظة.
  2. تقديم الدعم المالي، والمؤسَّسي، والتنظيمي للفعاليَّات، والمهرجانات الشعبيَّة الموسميَّة في حوف، وفي عموم محافظة المهرة، بما يحقِّق المحافظة على الموروث الثقافي، وبما يشجَّع على ترسيخ ثقافة الحوار، والتصالح، وحلِّ النزاعات بصورة سلمية بالاعتماد على الموروث القبلي المهري في هذا الجانب، والذي يتَّسم بالسلميَّة، وتشجيع نهج الحوار، وعدم استخدام العنف؛ لما من شأنه توثيق عرى السلم المجتمعي، وتعزيز الثقة بين مكوِّنات المجتمع المهري، ويحافظ على الأمن والاستقرار المجتمعي.
  3. إطلاق مهرجان سنوي خلال موسم الخريف (يوليو – سبتمبر)، يتضمَّن عروضًا فنيَّة تراثيَّة (الشِرح، والهَبوت، والأزياء المهريَّة)، ومعارض الحرف اليدويَّة، والمأكولات الشعبيَّة، وجولات ميدانيَّة إلى الغابات، والمواقع الأثريَّة، وندوات بيئيَّة، وثقافيَّة بإشراف أكاديمي؛ لترسيخ حوف كوجهة سياحيَّة.
  4. إعداد وتنفيذ خطَّة إعلاميَّة للتعريف بمحميَّة حوف، والمواقع السياحيَّة فيها، وللترويج للفعاليَّات والمهرجات المتنوِّعة في حوف، وفي المهرة ككلّ، من خلال دعم صناعة محتوى سياحي، وثقافي، وترويجي في سائل التواصل الاجتماعي بشكل رئيس (اليوتيوب، والفيسبوك، والتيك توك، وغيرها)، وفي القنوات الفضائيَّة الرسميَّة، والقنوات الفضائية غير الرسميَّة الموجودة في المحافظة.
  5. تأسيس إدارة محليَّة للسياحة في مديريَّة حوف تتبع مكتب السياحة بالمحافظة، أو توسيع صلاحيات، واختصاصات مكتب السياحة الحالي في حوف، بما يحقِّق تسهيل إصدار التراخيص للأنشطة السياحيَّة، والإشراف على الخدمات، وتنسيق العلاقة بين السكَّان والمستثمرين، وتنفيذ الأنشطة الترويجيَّة، والمعارض الثقافيَّة.
  6. تحسين البنية التحتيَّة الداعمة للسياحة من خلال اعتماد حزمة مشاريع ذات أولويَّة عالية، تشمل تأهيل الطريق الحيوي (الغيضة، وحوف، والمنفذ الحدودي)، وإنشاء محطَّات استراحة صديقة للبيئة في مراكز (رهن، ودمقوت، وجبل مرارة)، وتأهيل شبكات الكهرباء، والاتصالات، والمياه في النقاط السياحيَّة.
  7. تشجيع الاستثمار الأخضر في السياحة الريفيَّة، والبيئيَّة من خلال تسهيلات استثماريَّة عبر هيئة الاستثمار، وضمانات حكوميَّة محدودة للمشاريع الصديقة للبيئة، ومنح حوافز للشركات التي تلتزم بالمعايير البيئيَّة، والثقافيَّة.
  8. وضع آليات للحماية البيئيَّة، وضبط النمو السياحي بالتنسيق مع الهيئة العامَّة لحماية البيئة، من خلال تحديد مناطق بيئيَّة حسَّاسة تُمنع فيها الأنشطة الكثيفة، وتنظيم أعداد الزُّوَّار وفقًا لقدرة التحمُّل البيئي، وسنّ لائحة محليَّة لتنظيم الإرشاد السياحي، والتخييم، والاستهلاك داخل المحميَّة.

 

ثانيًا: توصيات لجامعة المهرة، والمراكز البحثيَّة

  1. إنشاء وحدة دراسات السياحة البيئيَّة، والثقافيَّة في حوف للقيام بإجراء البحوث العلميَّة حول التنوُّع الحيوي والثقافي، وتوثيق التراث غير المادي (اللغة المهريَّة، والحكايات، والأنماط الزراعيَّة)، وتقديم المشورة الفنيَّة للسلطة المحلِّيَّة في المشروعات السياحيَّة.
  2. إطلاق برامج أكاديميَّة، ومهنيَّة متخصِّصة في الإرشاد البيئي، والثقافي، والسياحة المستدامة، والترويج السياحي.
  3. تصميم أطلس سياحي رقمي، ومطبوع لحوف باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، ويشمل خرائط المسارات الجبليَّة، والساحليَّة، والمواقع الأثريَّة، والتاريخيَّة، والنُّزل والخدمات، ومواقع الغطاء النباتي، والمواسم بحيث يكون أداة مرجعيَّة للمستثمرين والزُّوَّار، ورافدًا للترويج للسياحة في حوف.
  4. التوثيق الأكاديمي للتراث الثقافي اللامادي من خلال إطلاق مشروع توثيقي بالشراكة مع اليونسكو، أو مراكز التراث الثقافي، يُعنى بـجمع الروايات الشفويَّة، وتسجيل الفنون الشعبيَّة، ودراسة اللغة المهريَّة، وأرشفة الصور والوثائق القديمة.

قائمة المراجع:

أولًا: المراجع العربيَّة :

  1. الحوامدة، نبيل زعل، والحميري، موفق عدنان. (2006). الجغرافيا السياحيَّة في القرن الحادي والعشرين. الطبعة الأولى. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع.
  2. صحيفة الخليج. (2010، 16 سبتمبر). حوف حدائق لا تعرف الخريف. صحيفة الخليج، ملحق استراحة الجمعة.
  3. المركز الوطني للمعلومات. (1996). المسح السياحي. http://www.nic.info-ye.com/gover/al-mahraa/brief
  4. المركز الوطني للمعلومات. (دون تاريخ). نبذة تعريفية عن محافظة المهرة. http://www.nic.info-ye.com/gover/al-mahraa/brief
  5. النعيمي، منتهى أحمد محمد. (2018). مقترحات لتفعيل السياحة البيئيَّة في العراق لأغراض التخطيط للتنمية السياحيَّة المستدامة – دراسة تطبيقية. مجلة Route للعلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، العدد 33، ص. 345–368.
  6. https://www.ressjournal.com/DergiTamDetay.aspx?ID=1604
  7. النشرة البيئيَّة اليمنيَّة. (2020). ضرورة التأهب لتغيرات المناخ في المهرة. إعداد: أنور نعمان. مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجيَّة.
  8. بوكليخة، عبد الصمد (2016). السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي في الوطن العربي (الجزائر أنموذجًا). مجلة أكاديميا، (5). المختبر العربي لإصلاح السياسات، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، الجزائر.
  9. بودون، ف.، وبوريلو، ف. (1986). المعجم النقدي لعلم الاجتماع (ط. 1، ترجمة: سليم حداد). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.
  10. رعفيت، محمد أحمد علي. (2021). صور من حياة البوادي والريف. الغيضة – المهرة: مركز اللغة المهريَّة للدراسات والبحوث.
  11. طيبي، هاشم علوي. (2023). السياحة الثقافيَّة بالمغرب: الواقع والمأمول. مجلة المعرفة، العدد 11، ديسمبر، ص. 424–437. https://www.josooor.com/pdfs/elven/26.pdf
  12. عابدين، أحمد. (2016). السياحة الثقافيَّة: مدخل لتنشيط التنمية المحلِّيَّة. القاهرة: دار المعرفة الجامعية.
  13. غرايبة، خليف مصطفى. (2008). السياحة البيئيَّة. عمان: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.
  14. الهواري، إبراهيم. (2011). السياحة البيئيَّة: المفاهيم والأنماط والتطبيقات. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.
  15. الهيئة العامة لحماية البيئة. (2013). الغابات الطبيعيَّة والتنوُّع البيولوجي. مسودة تقرير غير منشور، أغسطس/آب.
  16. هشام الشبيلي، “تراث عريق وراء أزياء ورقص “المهريات””، اندبندنت عربيَّة، في 8/1/2023، شوهد في 24/7/2025، في: com
  17. علاء محمد، “تنمر تجاه “مُغنّيات” المهرة.. ما السبب”، عدن جلف نيوز، 19/12/2021، شوهد في 24/7/2025، في: https://adengulfnews.net/posts/15547
  18. علي، هشام عز الدين مجيد وحمد، خير الله سبهان عبد الله (2023). مرتكزات السلم المجتمعي في مرحلة ما بعد النزاع. مجلة حمورابي للعلوم القانونية والسياسية، 12(1)، ص 172.
  19. موقع خريف ظفار. (دون تاريخ). على الرابط: https://www.khareef-dhofar.com/
  20. مقابلات ميدانيَّة مع شخصيات اجتماعيَّة وباحثين ومختصين في مكاتب السياحة والثقافة وحماية البيئة وجمعية حوف النسوية، في حوف بمحافظة المهرة.

 

ثانيًا: المراجع الأجنبية :

  1. Butcher, Jim. (2007). Ecotourism, NGOs and Development: A Critical Analysis. London: Routledge.
  2. Cundy, Robert. (2013). Festival tourism – the concept, key functions and dysfunctions in the context of tourism geography studies. Geograficky Casopis / Geographical Journal, 65(2), 105–118.
  3. Quinn, Bernadette. (2009). Festival, Events and Tourism. In Tazim Jamal & Mike Robinson (Eds.), The SAGE Handbook of Tourism Studies (pp. 483–503). London: SAGE Publications.
  4. Rwanda Development Board (RDB). (2020). Kwita Izina – Gorilla Naming Ceremony. https://rdb.rw/kwita-izina
  5. Skoultsos, Sotiris G., & Tsartas, Paris. (2012). Music as tourist motive and groups of attendee’s festival audiences: The case of three music festivals in Greece. In Proceedings of the International Scientific Conference on Tourism: Trends and Advances in the 21st Century, Island of Rhodes, Greece.
  6. United Nations Development Programme (UNDP). (2019). Community-Based Tourism for Sustainable Development: Lessons from Indonesia. Jakarta.
  7. United Nations World Tourism Organization (UNWTO). (2017). Rural Development through Tourism. https://www.unwto.org/rural-development-tourism
  8. United Nations World Tourism Organization (UNWTO). (2020). Tourism and Culture Synergies. https://www.unwto.org
  9. (2018). Intangible Cultural Heritage and Sustainable Development. Paris: United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization.
  • Galtung, J. (1996). Peace by Peaceful Means: Peace and Conflict, Development and Civilization. SAGE Publications.
  • Derrett, R. (2015). How festivals nurture resilience in regional communities. Event Management, 19(3), 381–393. https://doi.org/10.3727/152599515X14399920849329
  • Kim, H., & Jamal, T. (2020). Tourism and community development: Asian practices. Channel View Publications.
  • Quinn, B. (2019). Arts festivals and the city. Routledge.
  • Sharpley, R., & Stone, P. (2018). Contemporary tourist experience: Concepts and consequences. Routledge.
  • Misener, L., & Mason, D. S. (2006). Creating community networks: Can sporting events offer meaningful sources of social capital? Managing Leisure, 11(1), 39–56. https://doi.org/10.1080/13606710500445676

[1] عابدين، أحمد. (2016). السياحة الثقافية: مدخل لتنشيط التنمية المحلية. القاهرة: دار المعرفة الجامعية. والهواري، إبراهيم. (2011). السياحة البيئية: المفاهيم والأنماط والتطبيقات. عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع.

[2] طيبي، هاشم علوي. (2023). السياحة الثقافية بالمغرب: الواقع والمأمول. مجلة المعرفة، العدد 11، ديسمبر، ص. 424–437. https://www.josooor.com/pdfs/elven/26.pdf

 

[3] طيبي، مرجع سابق.

[4] النعيمي، منتهى أحمد محمد. (2018). مقترحات لتفعيل السياحة البيئية في العراق لأغراض التخطيط للتنمية السياحية المستدامة – دراسة تطبيقية. مجلة Route للعلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 33، ص. 345–368. https://www.ressjournal.com/DergiTamDetay.aspx?ID=1604

[5]  الحوامدة، نبيل زعل، والحميري، موفق عدنان. (2006). الجغرافيا السياحية في القرن الحادي والعشرين. الطبعة الأولى. عمان: دار الحامد للنشر والتوزيع. ص 224.

[6]  Butcher, Jim. (2007). Ecotourism, NGOs and Development: A Critical Analysis. London: Routledge.  P 6.

[7] الحوامدة، مرجع سابق، ص 225.

[8] غرايبة، خليف مصطفى. (2008). السياحة البيئية. عمان: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.

 

[9]  الحوامدة، مرجع سابق، ص 225.

[10]  غرايبة، مرجع سابق، ص 4.

[11]  علي، هشام عز الدين مجيد وحمد، خير الله سبهان عبد الله (2023). مرتكزات السلم المجتمعي في مرحلة ما بعد النزاع.  مجلة حمورابي للعلوم القانونية والسياسية، 12(1)، ص 172.

[12] بوكليخة، عبد الصمد (2016). السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي في الوطن العربي (الجزائر أنموذجًا). مجلة أكاديميا، (5)، ص.70. المختبر العربي لإصلاح السياسات، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف، الجزائر.

[13] بودون، ف.، وبوريلو، ف. (1986). المعجم النقدي لعلم الاجتماع (ط. 1، ترجمة: سليم حداد). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. ص. 156.

[14] علي، وحمد، مرجع سابق، ص 173.

[15] Galtung, J. (1996). Peace by Peaceful Means: Peace and Conflict, Development and Civilization. SAGE Publications.

[16] Skoultsos, Sotiris G., & Tsartas, Paris. (2012). Music as tourist motive and groups of attendee’s festival audiences: The case of three music festivals in Greece. In Proceedings of the International Scientific Conference on Tourism: Trends and Advances in the 21st Century, Island of Rhodes, Greece.

 

[17] Quinn, Bernadette. (2009). Festival, Events and Tourism. In Tazim Jamal & Mike Robinson (Eds.), The SAGE Handbook of Tourism Studies (pp. 483–503). London: SAGE Publications.

[18] Cundy, Robert. (2013). Festival tourism – the concept, key functions and dysfunctions in the context of tourism geography studies. Geograficky Casopis / Geographical Journal, 65(2), 105–118.

 

[19] Derrett, R. (2015). How festivals nurture resilience in regional communities. Event Management, 19(3), 381–393. https://doi.org/10.3727/152599515X14399920849329

[20] Kim, H., & Jamal, T. (2020). Tourism and community development: Asian practices. Channel View Publications.

[21] Quinn, B. (2019). Arts festivals and the city. Routledge.

[22] Sharpley, R., & Stone, P. (2018). Contemporary tourist experience: Concepts and consequences. Routledge.

[23] Misener, L., & Mason, D. S. (2006). Creating community networks: Can sporting events offer meaningful sources of social capital? Managing Leisure, 11(1), 39–56. https://doi.org/10.1080/13606710500445676

[24] نبذة تعريفية عن محافظة المهرة”، المركز الوطني للمعلومات، http://www.nic.info-ye.com/gover/al-mahraa/brief

[25] حوف حدائق لا تعرف الخريف، صحيفة الخليج، ملاحق الخليج، ملحق استراحة الجمعة 16 سبتمبر 2010>

[26] نفس المرجع.

[27]  “الغابات الطبيعية والتنوع البيولوجي”، مسودة تقرير غير منشورة ، الهيئة العامة لحماية البيئة، الجمهورية اليمنية، أغسطس/آب 2013. في: النشرة البيئية اليمنية: ضرورة التأهب لتغيرات المناخ في المهرة، أنور نعمان، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 2020.

[28]  نفس المرجع

[29] المركز الوطني للمعلومات، عن المسح السياحي 1996م. http://www.nic.info-ye.com/gover/al-mahraa/brief

[30]  المركز الوطني للمعلومات، مرجع سابق.

[31]  المركز الوطني للمعلومات، مرجع سابق.

[32] المركز الوطني للمعلومات، مرجع سابق.

[33]  رقصة الشرح هي رقصة شعبية تتسم بالطابع الجماعي، تُؤدّى في المناسبات الاحتفالية مثل الأعراس، ويصاحبها الغناء الشعبي، وتؤدى من خلال حركات إيقاعية متناسقة على وقع الطبول. مقابلة مع مختصة بجمعية حوف النسوية، وينظر أيضا: هشام الشبيلي، “تراث عريق وراء أزياء ورقص “المهريات””، اندبندنت عربية، في 8/1/2023، شوهد في 24/7/2025، في: 1independentarabia.com

[34]  رعفيت، محمد أحمد علي. (2021). صور من حياة البوادي والريف. الغيضة – المهرة: مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، ص 24.

[35]  يتكون الفريق الواحد من اثنين إلى ستة أفراد أو أكثر، ويُرسم لكل فريق دائرة من الأحجار (جولا)، ثم يحاول كل لاعب رمي حجرتين صغيرتين داخل (جولا) الفريق الآخر، وفي وسط (الجولا) نقطة، أي حجارة، إذا تمت إصابتها يُعد الفريق فائزًا، والفريق المهزوم يحمل (العجوز)، وهي حجارة كبيرة أو متوسطة الحجم ويدورون بها في الملعب، ويُعد الفريق الفائز بالتصفيق وراءهم، ثم يتبارون مرة أخرى وهكذا. وهي خاصة برعاة الإبل.

[36]  ينظر: رعفيت، مرجع سابق، ص 30-32.

[37] مقابلات ميدانية وينظر أيضا: رعفيت، مرجع سابق، ص 53.

[38] من أبرز الفنانين في المهرة: عائد العمودي، محمد مشعجل، حسن العجيلي، عبد الله حبريش، عسكري حجيران، قحطان الكاش، أشرف الباني، علي الدحيمي. ومن أشهر الفنانات الشعبيات في محافظة المهرة: الوالدة حبش، وحمدة، ورحمة، إلا أنَّ الفنانات يعانين من التهميش والنظرة التقليدية التي تعيب النساء اللواتي يغنين. ينظر: علاء محمد، “تنمر تجاه “مُغنّيات” المهرة.. ما السبب”، عدن جلف نيوز، 19/12/2021، شوهد في 24/7/2025، في : https://adengulfnews.net/posts/15547

[39] United Nations World Tourism Organization (UNWTO). (2017). Rural Development through Tourism. Retrieved from: https://www.unwto.org/rural-development-tourism

[40] النشرة البيئية اليمنية: ضرورة التأهب لتغيرات المناخ في المهرة، أنور نعمان، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 2020.

[41] الموقع الالكتروني لخريف ظفار على الرابط: https://www.khareef-dhofar.com/

[42] ينظر: muscatdaily.commuscatdaily.com

[43] United Nations Development Programme (UNDP). (2019). Community-Based Tourism for Sustainable Development: Lessons from Indonesia. Jakarta.

United Nations World Tourism Organization (UNWTO). (2020). Tourism and Culture Synergies. Retrieved from: https://www.unwto.org

[44] UNESCO. (2018). Intangible Cultural Heritage and Sustainable Development. Paris.

[45] Rwanda Development Board (RDB). (2020). Kwita Izina – Gorilla Naming Ceremony. Retrieved from: https://rdb.rw/kwita-izina

لتحميل الورقة انقر هنا